على مدار سنوات عديدة قمت بتدريب فيها الكثير من الموهوبين على مهارات البودكاست وصناعة المحتوى الصوتي كان اكبر تساؤل لدى الطلاب هو “كيف اصنع حلقة بودكاست بفكرة جديدة” او “كيف اصل لافكار جديدة لحلقات البودكاست؟”
كان هذا التساؤل مثل المسائل الرياضية المعقدة فمعنى “الجديد” معنى مطاط ويختلف من شخص لاخر فما اراه انا جديداً قد تكون تراه انت تقليدياً وما اراه انا تقليدياً قد تكون هى المرة الاولى لك التى تعرف عنها شيئاً، ومن هذا المنطلق كانت اجابة هذا السؤال صعبة ومعقدة وتاخذ الكثير من الجهد والحصيلة لا ترضي احد.
ساتحدث معكم اليوم عن احدى التفسيرات الخاطئة عن صناعة المحتوى الصوتي خاصةً وهى البحث عن افكار جديدة لحلقات البودكاست.
نعم, يجب ان نبدأ من هنا لتوضيح الفكرة بشكل ابسط حتى وان كانت اجابة هذا السؤال بديهية عند البعض ولكن هى اساسية لاستكمال المعرفة بهذه المقالة
برنامج البودكاست
هو الإطار العام الذي يجب ان يكون محتوى الحلقات بداخله، ان كان برنامج البودكاست من نوعية برامج الاطفال لا يجب ان تناقش فيه مشاكل مجتمع ريادة الاعمال.
حلقة البودكاست
الموضوعات التى تتناسب وتتفق وتندرج اسفل الاطار العام المحدد مسبقاً لبرنامج البودكاست.
هناك فرق شاسع بين افكار البرامج وافكار الحلقات. بعض الافكار تصلح كبرامج وبعض الافكار تصلح كحلقات
الفرق ان بعض الافكار لا تصلح الا لحلقات وافكار اخرى تصلح لبرامج والفرق الواضح بينهما في محتوى الفكرة وما يمكن تقديمه فيها فمثلاً اذا كانت الفكرة هى “الام والطفل” فهى فكرة لبرنامج لانها فكرة رئيسية يمكن التحدث عن الكثير من العناصر الاخرى المرتبطة بها كتربية الطفل وصحة الام والتربية الايجابية وغيرها من المواضيع، اما ان كانت الفكرة هى “التنمر في المدرسة” فهى فكرة تصلح لحلقة ولا تصلح لبرنامج نظراً لانها فكرة فرعية يمكن تقديمها وشرحها وعرضها خلال حلقة او حلقتين ليس الا.
الافكار الرئيسية تصلح كافكار لبرامج البودكاست, والافكار الفرعية تصلح كافكار لحلقات البودكاست
لا تقع في فخ الافكار خاصةً ان كنت انت المسئول الاول عن اختيار فكرة برنامج البودكاست الخاص بك فتختار فكرة فرعية كفكرة لبرنامج لتجد نفسك امام حائط بعد حلقة او اثنتين ولا تجد موضوع مناسب لفكرتك لتستكمل به باقى حلقات البودكاست
ما الفرق بين موضوع الحلقة ومنظور الحلقة؟
كل التوضيحات الماضية تقودنا لهذه النقطة الهامة وهى ما الفرق بين منظور الحلقة وموضوع الحلقة؟
موضوع الحلقة
بنسبة 100% هو موضوع مكرر اسمياً فإن قلت لك ان موضوع حلقة اليوم هو على سبيل المثال عن تربية الاطفال هل هناك شك ان هذا المسمى تقليدي ومكرر وتم استهلاكه 10000 مرة مسبقاً؟ بالتأكيد لا فهناك العديد من البرامج التى تحدثت عن نفس الموضوع مسبقاً سواء كانت بودكاست او راديو او غيرهما
منظور الحلقة
ان قُلت لك ان الحلقة التى سيتحدث فيها مقدم البودكاست عن تربية الاطفال ستكون عبارة عن لقاء بين اثنين من الاباء احدهما يؤيد التربية الايجابية الحديثة والاخر يؤيد التربية التقليدية القديمة هل هذا الشكل رايته مسبقاً او سمعته في الكثير من البرامج؟
حتى وان كانت الاجابة “نعم” هل ستكون بنفس النسبة والمعدل الخاص بموضوع الحلقة الرئيسي “تربية الاطفال” ؟
بالطبع لا بل وان هناك عنصر اخر يجب ان تضيفه مع منظور الحلقة وهو مكونات الحلقة والمحتوى المكتوب والمُعد مسبقاً لها وحرفية مقدم البودكاست في ادارتها كل هذه الامور هى مزيج ان كان صحيحاً ادى لحلقة جديدة بعنوان ليس جديد وهو المطلوب
الاجابة ببساطة لا, قُل لى اى اسم وساقول لك نعم لقد سمعته مسبقاً وان لم اكن اعرفه سيكون هناك غيري يعرفه ولكن قُل لى انك ستتحدث بشكل مختلف وبطريقة حوار جديدة وباسئلة مختلفة اتيت بها بعد دراسة عميقة لهذا الموضوع ولهذا الضيف ساقول لك انا اول المستمعين
هذا السؤال يجب ان تعرف اجابته اكثر مني لانه يجب ان لا يعرف احد جمهور برنامجك اكثر من فريق عمل البرنامج ولكن بشكل عام متابعينك ينتظروا منك منظور جديد في كل حلقة حتى ولو قالوا لك “نريد موضوعات جديدة” هو لا يعلم حقاً المسمى الحقيقي للامر او الفرق بين موضوع الحلقة ومنظور الحلقة المهم انه ينتظر منك طريقة عرض مختلفة في كل حلقة ولا يهم شئ اخر بالنسبة له الا المحتوى المتميز والجيد
اختر معاركك
في رحلة صياغة محتوى البودكاست وفي مرحلة العصف الذهني لايجاد الافكار لا تستهلك تفكيرك وطاقتك في البحث عن افكار جديدة لان عناوين المواضيع بكل تاكيد غير جديدة نحن 8 مليار شخص على هذا الكوكب هل تعلم كم وسيلة اعلام متوفرة على مستوى العالم ؟ الاف المحطات الاذاعية والتليفزيونية ومليارات البشر يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي
ما يحتاجه جمهورك حقاً هو وجهة نظر جديدة بمنظور جديد حتى وان كانت فكرتك اسماً غير جديدة. نصيحتي لك يا صانع محتوى البودكاست ان تركز على جودة محتواك وعلى معرفة جمهورك عن قرب وعن ما يحتاجه وعن تحليل منافسينك ودراستهم وان تهتم بما بتطوير ما تقدمه اكثر من اى شئ اخر
النهاية
في نهاية المقال توصلنا على ان الافكار ليست جديدة وعلى ان هناك فرق بين افكار برامج البودكاست وافكار حلقات البودكاست وان منظور الحلقة هو الذى يتغير ويختلف عن كل شخص حتى وان كان موضوع الحلقة مكرراً وليس بجديد. الآن حان دورك لتخبرني في التعليقات عن امثلة لموضوع حلقات وامثلة على منظور لتلك الحلقات.
اذا كنت تريد ان تتعرف ايضاً على استراتيجيات جديدة لصناعة المحتوى ارشح لك هذه المقالة
كيف تصبح مقدم بودكاست ناجح على طريقة منتخب المغرب في كأس العالم فيفا قطر 2022؟
2 تعليقات