اذا تركنا الشرق الاوسط ونظرنا لسوق البودكاست العالمي سنرى العديد من الاشياء المختلفة عن عالمنا العربي فالبودكاست له اشكال عديدة ومواضيع عديدة وفي بعض الاحيان لا يقتصر على مقدمين محترفين ولا يتحدث دائماً في مواضيع بعينها مثل بودكاست الرياضة.
صناعة البودكاست الرياضي تخطف انتباهي دائماً على الرغم اننى لست مشجع رياضي على الدوام إلا ان ما اراه في هذا المجال عالمياً مبهر ورائع
اليوم اقدم لكم حوار مع احد رواد صناعة البودكاست الرياضي على مستوى العالم، ضيفي هو Jim Salveson.
Jim هو المدير محتوى الرياضة لشركة Voice Works البريطانية المالكة لشركة Sport Social Podcast Network البريطانية وهى شركة متخصصة في دعم وإنتاج وتوزيع البودكاست الرياضي حول العالم وداخل بريطانيا بشكل خاص
ضيفي يعمل في شركة تُنتج عروض بودكاست للدوري الانجليزي الممتاز Premier League وحصلوا على جوائز عالمية في هذا المجال لذا سيكون من المفيد نقل هذه التجربة لصُناع المحتوى العرب
شركة Sport Social Podcast Network لا تهتم بكرة القدم فقط على الرغم من انها متميزة للغاية في هذا المجال إلا انها تتولى توزيع عروض بودكاست في رياضات اخرى مثل كرة السلة والرياضات القتالية و الرجبي و السباقات والكريكت والقائمة تطول، كل هذا جنباً الى جنب مع كرة القدم
ما الذى تقدمه شركة Sport Social Podcast Network ؟
تقدم هذه الشركة لصناع البودكاست الرياضي خدمة توزيع البودكاست ونشره على منصات البودكاست المختلفة كما تعمل على تحقيق ربح لصناع البودكاست من خلال فريق مبيعات متخصص في انحاء بريطانيا وامريكا واستراليا مع تقديم خدمات تسويقية واحصائيات مفصلة معتمدة من IAB والمزيد من الخدمات لدعم صُناع بودكاست الرياضة
في هذا الحوار مع Jim Salveson تحدثنا عن كيفية تطوير البودكاست الرياضي في الشرق الاوسط وعن تجربة الدوري السعودي وكيف يمكن ان تؤثر في سوق الإعلام الرياضي وهل تقتصر عملية انتاج البودكاست الرياضة وكرة القدم على الاندية ام يمكن للجماهير ايضاً انتاجها؟ كل هذا واكثر استعرضه معكم في الحوار التالي
Jim، اهلاً بك ومرحباً في موقع خبير البودكاست من الرائع ان تكون معنا اليوم
مرحباً عبدالله واهلاً بك
شركة Sport Social Podcast Network هى منصة تابعة لشركتكم الأم Voice Works المتخصصة في انتاج البودكاست بشكل عام، لماذا اخترتم بودكاست الرياضة للإستثمار فيه وصُنع مجتمع جديد لصناع البودكاست الرياضيين؟
لقد شعرنا ان الرياضة مجالاً لا يحظى بالاهتمام والتقدير الكافي في صناعة البودكاست
الامر لا يقتصر على ان الرياضة لا تحقق نفس القيمة التجارية التى تحققها في اشكال اعلامية اخرى مثل التلفيزيون او المطبوعات وما الى ذلك ولكن ايضاً لم يتم استغلالها بشكل كافِ من قبل العلامات التجارية واصحاب الحقوق على حدِ سواء.
بطريقة مشابهة لما حدث قبل عقد من الزمان عندما اصبح المبدعون يسيطرون بشكل كامل على صناعة الفيديو الرياضية في المقابل سيطر الجماهير على صناعة البودكاست دون ان يُدرك أصحاب الحقوق ان هناك فرصة للاستفادة من هذا الوسط لزيادة تفاعل الجماهير وزيادة الايرادات
وبعد مرور خمس سنوات، تغير كلا الجانبين بشكل كبير. المزيد والمزيد من الهيئات الرياضية الرسمية بدأت في الدخول لصناعة البودكاست فعلى سبيل المثال نحن نعمل الآن بشكل مباشر مع اكثر من 25% من الدوري الانجليزي الممتاز لمساعدتهم على تقديم وتطوير المحتوى الصوتي الخاص بهم والبودكاست الرياضي هى واحدة من اكثر الانواع جاذبية من الناحية التجارية في هذا الوسط
لقد رأيت انكم تقوموا بتقديم العديد من الخدمات لصناع بودكاست الرياضة من خلال منصتكم مثل التوزيع والاستضافة ومشاركة الارباح. هل البودكاست الرياضي يحقق ربح؟ وما هو اجمالي الارباح التى حصلتم عليها من خلال شراكتكم مع صناع المحتوى؟
لن اكون قادر على إعطاء أرقام دقيقة تخص شركائنا ولكن يمكنني أن أخبرك أن الصورة في كل جوانب الصناع إيجابية للغاية. وفقاً لتقرير حديث صادر عن IAB شهد الإنفاق الإعلاني في الولايات المتحدة في البودكاست نمواً مذهلاً بقيمة 114 مليون دولار على أساس سنوى مع استحواذ فئة الرياضة على حصة كبيرة. وفي عام 2022 استحوذت فئة الرياضة على 15% من إيرادات الإعلانات وهذا يمثل ارتفاع من العام الذي سبقه والذى كانت النسبة فيه 11%، مما أدى إلي إزاحة فئة “الأخبار” من صدارتها لأول مرة منذ عام 2018
هناك بعض برامج البودكاست في منصتكم تعدت اكثر من الف حلقة على مدار سنوت عديدة مثل The Anfield Wrap والذي تم إطلاقه في عام 2011. بصفتك خبير في البودكاست بشكل عام والبودكاست الرياضي بشكل خاص، ما هى عوامل نجاح البودكاست الرياضي وكيف يمكن لاى شخص إطلاق بودكاست رياضي ناجح؟
كما هو الحال مع الانواع الاخرى من البودكاست، لا توجد وصفة سحرية تضمن نجاح برنامجك الجديد.
ومع ذلك، فهناك بعض الخصائص الرئيسية التى يبدو أنها مشتركة بين جميع العروض الأكثر نجاحاً في السوق.
يبدو أن البودكاست الذي يُظهر الشغف في موضوعاته، ووجود وجهة نظر فريدة في طرح الموضوعات، وجعل المستمعين يشعرون بانهم ضمن مجتمع خاص بالإضافة لمحتوى جيد وعمق المعرفة بالموضوعات كل هذه العوامل هى المشتركة بين برامج البودكاست الناجحة
هل يمكن للجماهير إطلاق بودكاست للأندية التى يشجعونها؟ وكيف يمكن ذلك؟
نعم بكل تأكيد، أحد الأشياء الرائعة في البودكاست هو عدم وجود عائق لأى شخص، حيث يمكن لأى شخص لديه جهاز تسجيل واتصال بالانترنت إطلاق البودكاست الخاص به مثل اى بودكاست آخر
هناك الكثير من النصائح المعروفة لكيفية إطلاق بودكاست خاص بك ومن الرائع ان يكون لديك صوت ومشاركة في إبداء الرأى حول فريقك او رياضتك المفضلة.
نصيحتي الرئيسية ستكون “ابحث عن مكانك المناسب” ابحث عن عنصر من عناصر الرياضة او وجهة نظر معينة أو محور تركيز يجعل المحتوى الخاص بك متميزاً عن الآخرين. لا فائدة من تكرار المحتوى الموجود بالفعل حيث يمكن أن يكون لهذا المحتوى جمهور بالفعل، لذا تخيل ما الذي يمكنك فعله ببرنامجك الذي يضيف عمقاً وإضافة للسوق؟
في رأيك، هل يجب على الأندية ان تُطلق البودكاست الرسمي الخاص بها ام يكفي دعمها لبودكاست المشجعين ولماذا؟
أعتقد أن المحتوى الصوتي يجب أن يكون موضع اهتمام كبير في استراتيجية الإعلام والإتصالات والتسويق لدى اصحاب الحقوق والأندية.
نعم، العديد من الرياضات والأندية والفرق تحظي بعدد جيد من برامج بودكاست المشجعين، ولكن بإعتبارك هيئة رسمية ليس لديك أى سيطرة او تأثير على هذا المحتوى.
أحد الأسباب التى نسمعها لعدم مشاركة أصحاب الحقوق في صناعة البودكاست هو انهم لا يستطيعوا تكرار ما يفعله الجماهير بشكل رسمي، لا يمكنهم انتقاد أداء الفريق على أرض الملعب او التشكيك في قرارات المدير الفني، فكيف سيحظون بثقة الجماهير ويحافظون على مصداقيتهم؟
الحقيقة هى أنهم بالفعل لا يستطيعون ذلك. نحن نشجع شركائنا على ترك التحليل للمشجعين الذين يتمتعون بالحرية في هذا الصدد وأن يكونوا بدلاً من ذلك أكثر إبداعاً في المحتوى الخاص بهم، مع التركيز على القصص والأشخاص وتاريخ النادي أو الفريق بدلاً من الاحداث الاسبوعية للفريق
هل من المتوقع أن تشهد صناعة البودكاست الرياضية نمواً كبيراً في الأرباح على مستوى العالم، أم أن هذا يقتصر على المجتمعات التى تهتم بكرة القدم مثل إنجلترا؟
اولاً، لا يزال البودكاست ينمو بشكل كبير حتى في الأسواق الناضجة نسبياً مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. هناك قطاعات كبيرة من السكان لم يستمعوا مطلقاً إلي البودكاست ولا يعرفون كيفية الوصول للبودكاست إذا أرادوا ذلك. وهذا الرقم يتقلص ببطء ولكن لا يزال هناك الكثير من النمو في تلك الأسواق.
أحد الأشياء الرائعة في الرياضة هو أنها محور إهتمام عالمي. تختلف الرياضات ذات الإهتمام من بلد إلي آخر، ولكن هناك دائماً أحداث رياضية على المستوى المحلي والوطني تجمع الأشخاص معاً وتنشئ مجتمعات يمكن استهدافها من خلال صُناع البودكاست.
يُعد البودكاست صناعة سريعة الإنتشار حول العالم، وتُعد صناعة البودكاست الرياضية واحدة من أفضل الأنواع انتشاراً واداءً في جميع انواع البودكاست
في الشرق الاوسط، لدينا تجربة الدوري السعودي حيث تم التعاقد مع العديد من نجوم كرة القدم العالميين. ما رأيك في هذه التجربة؟ دعنى اسألك ايضاً ماذا لو كانت شركتكم مسئولة عن الإعلام هناك، ماذا كنت ستفعل لإنشاء وتطوير مجتمع مماثل ل Sport Social Podcast Network في السعودية؟
سأقول لك شئ، يميل الناس للتعلق بالاشخاص بدلاً من العلامات التجارية
ما عليك سوى ان تنظر إلي ريال مدريد عندما كان كريستيانو رونالدو يلعب في إسبانيا. نعم، كان للنادى قاعدة جماهيرية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أهميتها تضاءلت مقارنة بالتأثير الإلكتروني الذي حققه رونالدو. تنطبق نفس القاعدة على كل فريق وكل رياضة. وهذا أحد الأسباب التى دفعت الدوري السعودي إلي جلب أكبر النجوم إلي ملاعبه.
يعد البودكاست طريقة رائعة لتسليط الضوء على قصص وشخصيات هؤلاء النجوم الرياضيين وسيكون من الرائع رؤية الدوري نفسه يستفيد من الوقت الإعلامي الذي يخصصه مع لاعبيه لسرد بعض تلك القصص باستخدام قوة الصوت.
فيما يتعلق بالمحتوى الذي يصنعه الجماهير، أعتقد أنه كان على نفس القدر من الأهمية. مع قاعدة جماهيرية سريعة النمو،
يمكن للبودكاست إنشاء مجتمعات ودوائر افتراضية تسمح للجماهير بالشعور بتواصل أكبر مع زملائهم الذين يشتركون معهم في نفس الاهتمامات والانتماء بعيداً عن احداث يوم المباراة فقط
تتمتع كل من الأندية نفسها والمشجعين بفرصة رائعة لإنشاء بودكاست رائع بالتزامن مع الدوري نفسه
هل شركتكم تهتم بالرياضة داخل اوروبا فقط؟ اذا هناك نادى كبير في مصر او افريقيا او السعودية يريد إنشاء محتوى رياضي من خلال البودكاست هل يمكنكم ان تساعدوهم في ذلك؟
نحن نعمل بالفعل مع صُناع بودكاست الموجودين في جميع أنحاء العالم. لدينا علاقات جيدة مع صُناع بودكاست في الولايات المتحدة وأستراليا وكذلك المملكة المتحدة، وقد أطلقنا الشبكة مؤخراً في كل من ألمانيا وفرنسا، لذا اعتقد أن لدينا نظرة عالمية.
بالإضافة إلي إنتاج برامج بودكاست للهيئات والفرق الرياضية الكبرى في هذه المجالات، فإننا نساعد أيضاً صُناع البودكاست في توزيع حلقات البودكاست الخاصة بهم وتحسينها وتنميتها وتحقيق الدخل منها. لدينا حالياً أكثر من 450 بودكاست على شبكتنا في جميع أنحاء العالم وهذا العدد يزيد باستمرار.
يمكن القول أيضاً أن هذه المواقع الجغرافية تمثل أكثر أسواق البودكاست نضجاً، لكن الصناعة تنمو بشكل كبير في جميع أنحاء العالم ويتزايد عدد الجماهير.
إذا كان صُناع البودكاست في هذه المناطق يتطلعون إلي العثور على جماهير في الأسواق مثل اوروبا وانجلترا فيمكننا بالتأكيد المساعدة في توزيع المحتوى الخاص بهم.
يتم نشر معظم حلقات البودكاست الخاصة بنا بالفعل في مناطق مثل تلك التى ذكرتها عبر ابل بودكاستس والمنصات الشبيهة الاخرى، لكننا لا نقوم حالياً بتسويق المحتوى الخاص بنا بشكل نشط في تلك المناطق.
أرى أنكم تهتمون كثيراً بتوفير إحصائيات موثوقة وشفافة لشركائكم. كيف تؤثر هذه الإحصائيات على صُناع البودكاست لديكم؟ هل يهتمون فقط بعدد التنزيلات أم أن لديهم اهتمامات أخرى؟
يحب صُناع البودكاست الإحصائيات وهم محقون في ذلك. كلما تمكنا من فهم المزيد عن جمهورنا، كلما تمكنا من تقديم المحتوى الذي يثير اهتمامهم بشكل أفضل والذي يؤدي بدوره إلي النمو.
ستكون أرقام التنزيل/الاستماع مهمة دائمًا، ويمكن أن تكون المقياس الرئيسي للنجاح، وغالبًا ما يرغب منشئو البودكاست في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، ولكن هناك أيضًا قراءة مثيرة للاهتمام في معدلات “الاستماع” التي تشير إلى أهمية المكان الذي يتوقف فيه جمهورك عن الاستماع إلى البودكاست الخاص بك، وخاصة من وجهة نظر إعلانية، التركيبة السكانية للعمر والجنس.
في الوقت الحالي، يمكن فعل الكثير لتوفير المعلومات وبيانات الطرف الأول حول هوية الجمهور بالضبط وكيف يتصرفون. عادةً ما يتم الاحتفاظ بهذه المعلومات من خلال منصات الاستماع ( ابل بودكاستس ومثيلاتها) التي تشارك فقط جزءًا صغيرًا من معلومات جمهورها مع منصات الاستضافة والمبدعين. هناك إجماع عام على أن زيادة مشاركة هذه البيانات سيكون مفيدًا للصناعة ككل.
باعتبارك خبيرًا ورائدًا في صناعة البودكاست، ما هي النصيحة التي تقدمها لمنشئي البودكاست الرياضي؟ ما هي مواصفات بودكاست الرياضة الناجح، وما الذي يجب على منشئي المحتوى فعله أو تجنبه؟
اذهب وافعل ذلك… اذهب وقم بعمل بودكاست!
أحد أكبر العوائق التي تحول دون إنشاء البودكاست هو الخوف من القيام بذلك بشكل خاطئ، وأرى الكثير من مقدمي البودكاست الذين يسوّفون و يماطلون إلى ما لا نهاية بدلاً من المخاطرة وتقديم عرضهم الأول.
لن يكون العرض الأول الذي تنشره هو الأفضل بأي حال من الأحوال، ولكنك ستتعلم الكثير حول إنشاء عرضك الأول والثاني والثالث والعاشر أكثر مما ستتعلمه من قراءة مائة مشاركة مدونة حول هذا الموضوع. إذا قررت بعد سبعة عروض (وهذا هو متوسط عمر البودكاست بالمناسبة) أنك بحاجة إلى البدء من جديد، فلا بأس، لكن التجربة ستكون لا تقدر بثمن!
ثانيًا، اسأل نفسك ما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف عن أي شخص آخر. أقول هذا لسببين: الأول، العثور على مكان مناسب، ونقطة اختلاف، يمكن أن تساعدك حقًا في العثور على جمهور للبودكاست الخاص بك ولكني أقول هذا أيضًا لأنني أحب رؤية المزيد من الإبداع في السوق.
أصبح البودكاست اختصارًا لـ “المقابلة الصوتية” مع هذا الشكل الذي يهيمن على الصناعة ولكن أعتقد أن هناك مجالًا لمزيد من الإبداع. تحدى المعايير، كن مبدعًا، افعل شيئًا مختلفًا، هناك احتمالات لا حصر لها وربما لم يتم النظر في شكل البودكاست الرائع التالي بعد.
