مراجعة بودكاست فنجان: تجربة ناجحة ولكن هل هناك أفضل؟
مراجعة بودكاست فنجان: تجربة ناجحة ولكن هل هناك أفضل؟

مراجعة بودكاست فنجان: تجربة ناجحة ولكن هل هناك أفضل؟

البودكاست جاء ليحطم جميع القواعد التقليدية السابقة في البرامج الاذاعية وليرفع شعار “التلقائية وعدم وجود حدود”.

وبالرغم من هذا فإن هذا الشعار خادع، فهو يجعلك تظن ان الامر لا يحتاج لمجهود لإطلاق بودكاست او لتطويره باستمرار. هنا انا اتحدث عن تلك الشركات والكيانات التى تبحث عن اطلاق بودكاست احترافي ليكون منبراً اعلامياً جديداً ومعاصراً

الحقيقة ان البودكاست لديه قواعد مختلفة ولديه اسس مغايرة وجميع تلك القواعد هدفها النهائي ان تحقق الشعار “التلقائية وعدم وجود حدود”، فان تكون على راحتك اثناء حوارك مع ضيف ما هو نتاج جهد وبحث طويل عن الضيف وما يقدمه. ثقتك الكبيرة اثناء الحديث نتاج لصياغة جيدة وبسيطة وواضحة لاسئلة الحلقة ومحاورها. شعور الضيف بالراحة واسترساله وابتساماته واحاديثه المستمرة هى نتاج لادارة مميزة منك للحلقة اتت نتيجة استثمارك في مهاراتك

رأى الخبير

في قسم رأى الخبير اقوم بتحليل عميق ومفصل لبرامج البودكاست العربية بحيادية تامة وبدون اى اعتبارات اخرى. هذه المراجعات مستقلة تماماً. هدف هذه المراجعات ان تكون مرجعاً لاصحاب تلك البرامج لمعرفة نقاط القوة والضعف في برامج البودكاست الخاصة بهم والعمل عليه اذا ارادواـ وتقديم توصيات صالحة للتطبيق لتلك البرامج

هذه المراجعات مقدمة ايضاً لجميع صنّاع المحتوى والبودكاست فانا اؤمن ان احد سُبل التعلم هى التعلم من غيرك. لذا الهدف الاساسي هو نشر الفائدة والعلم لكل صانع محتوى صوتي ومقدم بودكاست

بطاقة تعريف بودكاست اليوم

بودكاست فنجان - مراجعة خبير البودكاست عبدالله محمد
  • اسم البودكاست: فنجان مع عبدالرحمن أبو مالح
  • عدد الحلقات: 285 حلقة حتى تاريخ نشر المراجعة
  • تاريخ اطلاق اول حلقة: 12 ابريل 2015
  • مقدم البودكاست: عبدالرحمن أبو مالح
  • شركة الانتاج: شركة ثمانية للنشر والتوزيع
  • لغة البودكاست: العربية

الحلقات التى تم الاعتماد عليها في التحليل والمراجعة

حلقة رقم 1: شعار الوزير (12 ابريل 2015) (48 دقيقة)
حلقة رقم 118: مشاهير انستجرام (17 فبراير 2019) (ساعة و 36 دقيقة)
حلقة 147: الحلقة السرية – البودكاست هو المستقبل (18 اغسطس 2019) (ساعة و 11 دقيقة)



حلقة رقم 245: متى يتحرر الاقتصاد من النفط (23 يناير 2022) (ساعة و 36 دقيقة)
حلقة رقم 277: كيف تنجح العلاقات مع ياسر الحزيمي (13 نوفمبر 2022) (3 ساعات و3 دقائق)
حلقة رقم 283: لماذا ارتبطت المصحات النفسية بالمجانين (1 يناير 2023) (ساعة و40 دقيقة)

علماً بانه الحلقات التى تم بناء المراجعة عليها واخذ الملاحظات منها كانت الحلقات التى تم نشرها خلال العام الاخير اى انها الحلقة رقم 245 وحلقة 277 وحلقة 283. اما الحلقات الاخرى تم تحليلها لمعرفة مدى التحسن والتقدم الذي حدث للبرنامج ومقارنتهاً بالانتاجات الحديثة.لذا جميع الملحوظات الايجابية والسلبية ليست من الحلقات التى تم اطلاقها قبل عام 2022

حدود المراجعة وقواعدها

  1. تحليل المحتوى لا يتطرق الي رايي في المحتوى المقدم. المحتوى يرجع اختياره لفريق عمل البرنامج بناءً على ما توصلوا اليه من احصائيات لإستهداف الجمهور الخاص بهم وعملي التحليلي يبدأ من حيث انتهوا هم
  2. العينات التحليلية المختارة بعضها تم الاستماع لاجزاء منها لا تقل ابداً عن 15 دقيقة وحتى 30 دقيقة على الاقل، على ان تكون هناك حلقة واحدة على الاقل تم الاستماع لها بالكامل وتحليلها، وفي هذا التحليل كانت هذه الحلقة هى حلقة رقم 277 فكانت عينة التحليل الرئيسية
  3. في بعض الحالات تم الاستماع لحلقات اخرى لضيوف بعض الحلقات في برامج بودكاست اخرى وذلك لمعرفة سلوكهم العادي في اللقاءات الحوارية وهذا الامر مرتبط بجوهر تحليل الحوار مع الضيوف. وفي هذا التحليل تم تطبيق هذا الامر مع الضيفين: ياسر الحزيمي ود. ياسر الدباغ

محاور المراجعة هى: المحتوى – الصوت والهندسة الصوتية – المذيع وادارة الحوار

بودكاست فنجان: مراجعة المحتوى

1- الاستهداف: بودكاست فنجان ناجح في استهداف الجمهور الخاص به بشكل صحيح وياخذ بالاعتبار كافة النواحي التى تؤدي لبلوغ هذا الهدف.

البودكاست سعودي تماماً يستهدف المجتمع السعودي بشكل كبير وحتى ان كانت مواضيع الحلقات تهم المجتمعات العربية الاخرى اخرى. هذا الامر يظهر بشكل واضح في كل الاختيارات وفي الاسلوب والضيوف وكذلك في موسيقى البرنامج الرئيسية وحتى ديكور الاستوديو الخاص بالتصوير، هم ببساطة يهدفوا ان يكونوا بودكاست السعودية الاول وهم بالفعل كذلك.

2- صياغة المحتوى: صياغة الحلقات من حيث الاسئلة والطرح بسيطة وتلقائية تتناسب مع رؤية البرنامج الموضحة على موقع الشركة المنتجة “بودكاست بدون قيود” وهو امر يمتاز به البودكاست ووسائل المحتوى المعاصرة وهو أمر أراه مميز ويصنف ضمان نقاط قوة البرنامج

3- اعادة الاستهداف: للحفاظ على نجاح البودكاست يجب اجراء ابحاث دائمة عن المحتوى الاكثر جذباً للفئة المستهدفة ثم اعادة استهدافها مرة آخرى، الحلقات التى لها طابع اجتماعي وتوعوي اكثر جذباً لجمهور فنجان من تلك الحلقات الاقتصادية او السياسية. من الافضل ان يتم تحديد إطار عام للبرنامج خاصةً مع مرور سنوات على طرحه. يتطلب الامر ان يكون هناك هوية لمحتوى فنجان اكثر وضوحاً عن طريق استبعاد المواضيع الاقل جذباً والتركيز على المواضيع الاعلى جذباً للجمهور ويمكن اعادة هيكلة المحتوى الذي تم استبعاده في بودكاست اخر.


توصيات المحتوى:

  1. العمل على اعادة استهداف الجمهور من خلال التركيز على المواضيع الاعلى جذباً للجمهور الحالي عن طريق تحديد محور عام لمحتوى البودكاست ونقل المحاور الاخرى لبرامج موازية

بودكاست فنجان: الصوت و الهندسة الصوتية

  • لماذا ارتبطت المصحات النفسية بالمجانين مع ياسر الدباغ في بودكاست فنجان
  • الحلقة السرية – البودكاست هو المستقبل
  • متى يتحرر اقتصاد الخليج من النفط مع عبدالله السلوم في بودكاست فنجان

مقارنةً بالحلقات الاولى وعلى مدار السنوات ال8 سنوات عمر البرنامج يوجد قفزات فنية واضحة في الهندسة الصوتية وجودة الصوت. يمكن ان اصنف جودة الصوت الحالية لفنجان بانها جيدة ولكنها غير مقبولة في وجهة نظري لبودكاست بهذا الحجم الكبير. هناك بعض المشاكل التى قمت برصدها في الصوت وهى كالآتي:

1- الـ Mastering: حسب توصيات Apple  فملفات البودكاست الـ Stereo  يوصى ان تكون جودتها حتى 256kbps. هذا المعدل اكبر بالضعف من المعدل المستخدم حالياً في حلقات بودكاست فنجان والذي لم يتعدى 128kbps الامر الذي يجعل جودة الحلقات منخفضة

2- المايكروفونات غير مناسبة: جودة الصوت جيدة ولكن يوجد خيارات افضل. لا اعلم لماذا يستخدم فريق عمل بودكاست فنجان مايكروفونات Shotgun  كالتى ظهرت في حلقة “مشكلة ابو مالح مع فنجان”  هذه المايكروفونات مخصصة لاغراض التصوير في المقام الاول وما زلت اتسائل هل تم استخدامها لانهم لا يريدون ان تظهر مايكروفونات مخصصة للبودكاست في الديكور الخاص بهم ام هناك اسباب اخرى. عامةً اوصي باستخدام مايكروفونات خاصة بالبودكاست ستنقل جودة الصوت بشكل كبير وواضح وستكون مناسبة لصوت المذيع عبدالرحمن ابو مالح اكثر .

الصوت يظهر في معظم الحلقات وتحديداً مع المذيع بشكل غير سليم، هناك اسباب كثيرة لهذا الامر ولكنها تتطلب فحص عن قرب ولكن يمكن ان تنحصر هذه الاسباب في الآتي:

  • تطبيق بعض التاثيرات او استخدام بعض الاجهزة مثل  Noise Reduction او Noise Gate  لازالة الضوضاء الغير مرغوب بها او الضوضاء البيضاء التى تحدث في بعض الاحيان نتيجة وضعية التسجيل او مع هذه النوعية من المايكروفونات
  • طبيعة المايكروفون نفسه وضبطه من خلال المختص

3- اخطاء تقنية غير معروفة السبب: على سبيل المثال في حلقة 277 وفي 3 اسئلة من المذيع لم يكن المايكروفون الخاص بعبدالرحمن أبو مالح يعمل بشكل سليم وكان معطل تماماً ولم تكن الاسئلة في بعض الاحيان مسموعة بشكل واضح. الاخطاء التقنية تحدث دائماً ولكن كان هناك حلول لتداركها لاحقاً عند العمل على الهندسة الصوتية للحلقة وهو ما لم اجده.


توصيات الصوت و الهندسة الصوتية:

  1. تغيير اعدادات الملفات النهائية لحلقة البودكاست لتكون لا تقل عن 256kbps  
  2. الاعتماد على مايكروفونات مخصصة للبودكاست لتحسين جودة الصوت المقدمة للمستمع وللمشاهد. ارشح الاطلاع على قائمة ترشيحاتي لمايكروفونات البودكاست واختيار الخيار المناسب
  3. العمل على تقليل حدة الـ Noise Reduction (إن كان يتم تطبيقها) حتى لا تتسبب في تشوه الصوت
  4. يمكن من خلال عملية الـ Mastering المتقدمة ان يتم تحسين جودة صوت الحلقات 60% تقريباً

بودكاست فنجان: اداء المذيع وإدارة الحوار

ادارة الحوار في البودكاست تتطلب مهارات متعددة، ومن خلال الحلقات التى تم تحليلها هذه ابرز نقاط القوة والضعف في ادارة الحوار:

1- التركيز: يتميز عبدالرحمن ابو مالح بتركيزه المتواصل اثناء الحلقة ولا يفقد تركيزه رغم طول الحلقات. هذا الامر اراه ميزة كبيرة ويستغلها المذيع بشكل واضح لطرح اسئلة من قلب اجوبة الضيف

2- التواصل البصري: لا يوجه المذيع نظره للكاميرا وهو امر صحيح، تحدثت مسبقاً في مقالة بعنوان “تصوير البودكاست: متى يصبح تصوير البودكاست مشكلة يجب حلها؟” عن اهمية ان يكون التواصل البصري بين المذيع والضيف في حلقات البودكاست المصورة موجهاً لاطراف الحديث وليس للكاميرات وهو الامر الذي يحدث في حلقات بودكاست فنجان ويؤثر بشكل ايجابي على اداء المذيع واريحية الضيف في سرد المعلومات

3-إدارة الحوار والحلقات:

-طول الحلقات: : الحلقات طويلة ويمكن ان تكون اقصر بدون ادنى تأثير على المحتوى. 81%* من الناس يتشتتون عند مشاهدة التليفزيون فما بالك بالاستماع لبودكاست 3 ساعات؟

  • كيف يمكن للمحتوى ان يكون اقصر بدون ان يتأثر؟:
  1. ان يعلم المذيع متى يجب ان يتدخل ليسائل سؤاله الجديد. ومتى يجب ان يقاطع الضيف في حالة الاسترسال لمعلومة في غير محلها، والمقصود هنا بغير محلها انها معلومة غير مرتبطة بهذا السؤال وليست امتداد له او معلومة قد تكون لاحقة وتنتمي لجزء آخر وسردها الآن سيؤدي لتشتت المستمع وهو ما حدث بالفعل معي اثناء تحليل الحلقات، ففي بعض الاجزاء تشتت تماماً ولم اكن اعلم لماذا وصلنا لهذه المعلومات لانها غير مرتبطة بالسؤال اصلاً
  2. الضيوف عندما تترك لهم المساحة بشكل اكبر من اللازم تلقائياً سيسترسلون في معلومات عشوائية وغالباً لن يكون لها علاقة بسؤال المذيع ومحور الحالي وكمثال على ذلك:

في حلقة 245 سأل المذيع الضيف “هل هناك قطاع خاص في الخليج؟”

الاجابة التى تخص السؤال انتهت عند الدقيقة 13:45 ولكنها امتدت حتى الدقيقة 14:15 اى حوالي نصف دقيقة اضافية لم يكن هناك فيها معلومة تخص السؤال او تضيف للجمهور في هذا الجزء، وكان يمكن للمذيع بسهولة ان يتدخل ويسال سؤال جديد بل وان الضيف نفسه كان ينتظر ان يسأل المذيع سؤالاً جديداً ولكن عندما لم يجد ذلك قام باستكمال حديثه

ولكن هل نصف دقيقة تمثل مشكلة؟ نعم فإذا كان في الحلقة 50 سؤال ففي المتوسط يوجد 25 دقيقة اضافية ليس لها محل داخل المحتوى. بالتالى يمكن ان تكون مدة الحلقة اقصر بدون المساس بالمحتوى

مثال آخر على نفس المشكلة في نفس الحلقة قام المذيع بطرح سؤال عن “لماذا لا يتم الاستثمار في القطاع الخاص؟”

المذيع انتهي من طرح السؤال عند الدقيقة 15:28 وقام الضيف بالانتهاء من الاجابة التى تخص السؤال عند الدقيقة 16:08 ولكن الضيف استمر بسرد نقاط اخرى لا تخص السؤال حتى الدقيقة 18:17 بمعنى ان هناك دقيقتين و9 ثواني يُمكن أن يتم اختصارهم من هذا السؤال فقط  وهذا يساوى اكثر من 100 دقيقة اضافية في حلقة بها 50 سؤال يمكن ان يتم اختصارهم

احصائية الدقائق المهدرة في بودكاست فنجان
احصائية الدقائق المهدرة في بودكاست فنجان

حل هذه النقطة؟: ان يبدأ المذيع بطرح سؤاله التالي سواء كان السؤال الرئيسي او Follow-Up Question فور الانتهاء من النقطة التى قام الضيف بالاجابة عليها او عندما يبدأ بسرد معلومات خارج المحور الحالي للاسئلة

هل هذا الامر جيد فعلاً؟: قد تكون ترى ان ترك الضيف للاسترسال امر جيد وهو حقاً كذلك، ولكن هذا في حالة الاسترسال في امور هى امتداد للسؤال الذي طرحه المذيع او تخصه باى شكل قريب اما الاسترسال في نقاط ممتدة اخرى يشتت المستمع ويجعله تائه في الحلقة وهذا ينعكس على نسبة بقاء المستمعين في الحلقات لاخرها.

  • ولكن ماذا إن كانت الحلقة بالكامل مهمة ولا يمكن التخلي عن اى جزء منها او تقصيره؟:

هذا الاحتمال قائم وحدث بالفعل وتحديداً في الحلقة رقم 277 مع ياسر الحزيمي. فالحلقة التى امتدت لاكثر من 3 ساعات لم يكن بها معلومات خارجة عن نطاق الحلقة، وفي هذه الحالة اوصي بان تكون الحلقة على اجزاء، كنت ساستمتع بالحلقة بكل تاكيد ان كانت 3 حلقات كل حلقة ساعة او حلقتين كل حلقة ساعة ونصف وتأكد انك طالما تنتج محتوى بهذه الجودة سينتظرك الجمهور بفارغ الصبر.

لماذا لا ارى ان حلقة واحدة 3ساعات امر جيد؟، لاننى سافقد تركيزي مهما كان المحتوى جيداً وهذا ليس عيباً في المحتوى بل هى طبيعة بشرية وانا لا اريد ان يذهب المستمع ثم يعود ليستكمل الحلقة في وقت لاحق.

“ان يشعر المستمع بان الحلقة قصيرة وانتهت سريعاً وانه متشوق للمزيد افضل من ان يشعر بان مدتها كانت مناسبة”

  • ماذا يمكن ان تفعل اذا كان ضيفك اليوم هادئ جداً ؟:

البودكاست يحتاج لموازنة بين جميع الاشياء، وفي بعض الاحيان يكون لديك ضيف يملك طاقة كبيرة ويرفع مستوى الحلقة ولكن في بعض الاحيان يكون لديك ضيف هادئ مثل حلقة الدكتور ياسر الدباغ.

هنا نحن نتحدث عن سمات شخصية ليس لفريق عمل البرنامج القدرة على التدخل بها ولكن بعض المناورات ستكون مفيدة في مثل هذه الحالات لان إن كانت اجواء الحلقة هادئة بشكل اكبر من المطلوب هذا قد يسبب تشتت وملل للمستمع. قد تكون افضل تلك المناورات هى جعل الاسئلة اقصر بالتالى تكون الاجابات اقصر، هذا الامر سيجعل هناك حوار اسرع في الحلقة وهو ما سيوازن الاداء الهادئ للضيف ويجعل الحلقة بشكل عام متزنة

  • إحذر ان تتحول الحلقة لمحاضرة للضيف:

البودكاست له اهداف كثيرة ومن ضمنها “التسويق” فالتسويق بالمحتوى احد اكثر انواع التسويق الهامة في هذا العصر وحتى البودكاست احد انواعه هو B2B Podcast وفيه يتم استخدام البودكاست كاداة غير مباشرة للبيع.

ولكن في البودكاست “العادي” مثل فنجان. وهنا اقصد بالعادي الذي يهدف لنشر محتوى بشكل معين لجمهور بعينه ومجتمع بعينه، يجب ان تكون دفة الحوار متوازنة، والتوازن ليس ان يتحدث المذيع بالضبط مثل الضيف، التوازن ان لا يكون الضيف هو المتحدث الاوحد في الحلقة والا لماذا يوجد مذيع؟ فالمذيع في البودكاست هو ممثل الجمهور، هو الذي يسأل الاسئلة التى يريد ان يعرف اجابتها مستمعي هذا البودكاست.

رغم ان هذه الحلقة نجحت نجاحاً باهراً ولكن بعض الامور يمكن ان يتم مراعاتها لاحقاً واهمها هى ان لا تتحول الحلقة لمحاضرة منفردة للضيف.

كمثال: احد الاسئلة التى وجهها المذيع للضيف. استمر الضيف بعدها في التحدث منفرداً لمدة 15 دقيقة بعدها قام المذيع بمقاطعته دون سؤال ثم استغرق الامر بعد ذلك 27 دقيقة لاول سؤال Follow-Up من المذيع ثم 13 دقيقة لاول سؤال رئيسي

هذا المعدل كبير للغاية، ان يظل الضيف يتحدث وحيداً دون نقاش مع المذيع كل هذه الفترة قد يقلل بشكل كبير من تركيز المستمع مع ما يقال ومن الفائدة التى ستعود على البودكاست نفسه وتكون النسبة العظمي من الفوائد موجهة ناحية الضيف بشكل اكبر وهو ما حدث بالفعل بعد هذه الحلقة ولذلك فإن السيطرة على مثل هذه الامور ينعكس على جودة الحلقة وعلى مدتها الاجمالية وهو ما ينعكس في الاخير على استفادة المستمع منها

ايضاً بالحديث عن حلقة 277 مع ياسر الحزيمي وتحديداً الجزء المعنون على يوتيوب تحت اسم “العلاقات بالجنس الآخر في العمل” وهو حسب يوتيوب اكثر جزء تم اعادة مشاهدته مما يوضح اهميته لدى الجمهور

في هذا الجزء قام المذيع بتوجيه سؤال للضيف عن العلاقات بين الرجل والمرأة في العمل وانتهى المذيع من طرح سؤاله تحديداً عند 2:15:56 وبدأ الضيف في الاجابة وقام بسرد كل التفاصيل الممكنة حتى انهى بنفسه الاجابة عند 2:17:40 ولكن امتد هذا الجزء تحت نفس العنوان حتى 2:31:00 تقريباً. اتحدث هنا عن حوالي 15 دقيقة ليست لها علاقة مباشرة بسؤال المذيع ولكن هل هى معلومات غير ضرورية؟ بالطبع لا هى معلومات هامة وقد سبق ووصفت ان جميع المعلومات التى تم التحدث عنها في الحلقة مهمة ولكن تعليقي هنا ان هذه المعلومات لم تاتي في صورة سرد واجابات او حوار مع المذيع بل جاءت في شكل تحدث منفرد يشبه المحاضرة للضيف فقط

4- عدد الاسئلة وتوزيعها:

هناك اهمية لتوزيع الاسئلة على مدار الحلقة بشكل متوازن لان ذلك ينعكس على تفاعل المستمع والمشاهد مع الحلقة وتنعكس ايضاً قدرة طرح الاسئلة من المذيع على الضيف على تجديد اهتمام المستمع للحلقة. ايضاً يمكن ان نصف اسئلة المذيع للضيف بانها مثل البوابات التى تجعل المستمعين يعرفوا اين كانوا والى اين سيذهبوا الآن مما يحافظ على مستوى ثابت للحلقة طوال مدتها

في هذا التحليل الخاص بتوزيع الاسئلة اعتمدت على رصد جميع اسئلة المذيع الموجهة للضيف في الحلقة رقم 277 وكانت الاحصائية التالية:

-احتوت هذه الحلقة على 49 سؤال ما بين اسئلة رئيسية و Follow-Up Questions

-15 سؤال منها في النصف ساعة الاولى وهو ما يفسر ان النصف ساعة الاولى من الحلقة 277 كانت مُدارة بشكل رائع من المذيع

-الـ 34 سؤال المتبقيين كانوا على مدار الساعتين ونصف (باقي الحلقة) وهو ما يفسر ان المذيع كان يترك المجال اكثر من المطلوب للضيف. بالمعدل السابق في النصف ساعة الاولى كان يجب ان تحتوي الحلقة على حوالي 90 سؤال وليس 49 او ان يتم توزيع الاسئلة بشكل متوازن طوال الحلقة

احصائية عن توزيع الاسئلة في بودكاست فنجان تحديداً الحلقة 277
احصائية عن توزيع الاسئلة في بودكاست فنجان تحديداً الحلقة 277

توصيات اداء المذيع وإدارة الحوار:

  1. تقليل وقت الحلقات عن طريق المذيع، ليس من المطلوب مقاطعة الضيف بل مطلوب تنظيم الحوار مع الضيف بشكل يضمن وصول المعلومة بشكل اوضح للمستمع.
  2. تقليل زمن الحلقات عن طريق تقليل زمن اجابات الاسئلة من خلال طرح المذيع لاسئلة جديدة بعد ان ينتهي الضيف من الاجابة على السؤال
  3. التدخل في الحوار بشكل اكبر. ترك الضيف يتحدث بحرية وباسترسال امر رائع طالما كان في حدود السؤال وحدود محور الحديث الحالي واكبر مثال على هذا الجزء كيفية ادارة النصف ساعة الاولى من الحلقة رقم 277 من ياسر الحزيمي حيث ادار المذيع الحوار بكفاءة جيدة جداً وكان يحدد سياق الحلقة بشكل مميز
  4. زيادة عدد الاسئلة المطروحة من المذيع. وهذا الامر لن يؤثر على وقت الحلقة لان بالفعل الاجابات تتطرق لمحاور اخرى لم يسألها المذيع، فهنا انا اتحدث عن عملية تنظيمية اكثر
  5. توزيع الاسئلة بشكل متوازن على مدة الحلقة. يجب ان لا يكون هناك اجزاء بها اسئلة اكثر بشكل واضح جداً عن اجزاء اخرى كانت باسئلة اقل بشكل واضح
  6. دراسة امكانية ان تكون الحلقات الطويلة على اجزاء وليست على جزء واحد لتعظيم الاستفادة منها

ملخص المراجعة

يمكننى ان الخص المراجعة كالآتي:

ملخص مراجعة بودكاست فنجان - مصفوفة SWOT من خبير البودكاست
ملخص مراجعة بودكاست فنجان – مصفوفة SWOT من خبير البودكاست

في النهاية .. لحظة .. لماذا كل هذا؟

قد يتبادر لذهنك ان بودكاست فنجان ناجح بالفعل ويحقق ارقام كبيرة من حيث الاستماع والمشاهدة وأن لهم جمهور بالفعل كبير بالتالى فالأمور على ما يرام ولا حاجة لتعديل اى شئ

دعني اوضح ان مراجعة البودكاست التى اقدمها هى مجموعة من المقترحات والتى يمكن ان يستفيد منها البودكاست نفسه وفريق عمله وكذلك جميع صناع البودكاست الآخرين عن طريق تحسين نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة. وكونها “مقترحات” بالتالى فهى غير الزامية لاى شخص ولكن إن كان هناك اى صانع محتوى يريد الحفاظ على نجاحه الحالي لا يجب ان يسير بنفس الوتيرة بل يجب عليه ان يحسّن باستمرار ما لديه ليظل عند حسن ظن متابعيه ولكى يظل يحقق نفس الارقام التى يحققها. اما الثبات في منطقة الراحة يأخذك دون ان تشعر بشكل تدريجي لمستوى اقل.

صناع البودكاست المحترفون يعملون دائماً على تحسين ما لديهم وكل شخص منا لديه اخطاء ونقاط قوة ونقاط ضعف. وهم يتقبلون مثل هذه الملاحظات بصدر رحب كونهم محترفين ولا يوجد شخص ليس لديه اخطاء مهما كان خبيراً ولا يوجد شخص لا يبحث عن التعلم مهما كان مُعلماً، عن نفسي ما زلت ابحث عن تطوير ما لدى من مهارات باستمرار وما زلت استمع لكل الاراء الناقدة لاى عمل قمت به وكللنا في النهاية نتعلم

عبدالله محمد رائد وخبير متخصص في البودكاست والانتاجات الصوتية في العالم العربي برصيد اكثر من 1200 حلقة عالمية ولاكثر من 12 عام قمت بالاشراف على انتاج مئات حلقات البودكاست باللغة العربية والانجليزية في جميع انحاء العالمكما قمت بتدريب اكثر من 1000 متدرب على مهارات البودكاست والهندسة الصوتية للبودكاست ويعمل هؤلاء الطلبة الآن في كثير من المنصات الاعلامية العالمية